القصيدة الدمشقية نزار قباني
الزيارات:
الزيارات:
Jaghoub | 11:38 PM |
شعر
نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ | إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ |
أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي | لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ |
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم | سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا |
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا | وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ |
الا تزال بخير دار فاطمة | فالنهد مستنفر و الكحل صبّاح |
ان النبيذ هنا نار معطرة | فهل عيون نساء الشام أقداح |
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني | و للمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ |
للياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـا | وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ |
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا | فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ |
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ" منتظرٌ | ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ |
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي | فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟ |
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها | حتّى أغازلها والشعـرُ مفتـاحُ |
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً | فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟ |
خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌ | فوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ |
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها | وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ |
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي | حتى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُ |
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ | أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟ |
والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ | إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟ |
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ | وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟ |
حملت شعري على ظهري فأتعبني | ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟ |
Labels:
شعر

صاحب المدونه sa'ed jaghoub
إسمـي سائد جاغوب ،بلـدي هـي ، فلسطينروابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
قد يهمك أيضا :
شعر

